يعد ميناء المكلا الدولي أهم الموانئ اليمنية وأقدمها، وقد استأنف الميناء نشاطه بعد عام من الاضطرابات التي شهدتها مدن ساحل حضرموت، حينما سيطرت الجماعات الإرهابية على المدينة والميناء، لتصاب الحركة التجارية التجارية في حضرموت وبقية المحافظات بالشلل التام، وتأتي استعادة الميناء عافيته بالتزامن مع جهود المحافظة ووزارة النقل ورجال المال والأعمال في حضرموت، ومن خلفهم دولة الإمارات التي كانت لها المبادرة بتحريك عجلة التنمية والاقتصاد في حضرموت كبرى مدن البلاد.


وأكد اللواء أحمد سعيد بن بريك، محافظ حضرموت، في تصريحات صحفية، خلال تدشين الخط الملاحي الجديد الذي سيربط حضرموت بشرق آسيا ودول الخليج، أن الحياة عادت إلى طبيعتها في مناطق ساحل حضرموت كافة، بفضل أبنائها، وبدعم الأشقاء الإماراتيين، لتشهد المدينة استقراراً أمنياً كبيراً، انعكس إيجابياً على إعادة دوران عجلة التنمية، وتحقيق انتعاش اقتصادي.

وأضاف أن الإمارات لعبت دوراً بارزاً في تدريب القوات العسكرية النظامية لتحرير المكلا وساحل حضرموت من سيطرة القاعدة، وبالإضافة إلى الإشراف على عملية تأمين المحافظة وإعادة الاستقرار، وأشاد المحافظ بجهود مؤسسة موانئ البحر العربي وغرفة تجارة وصناعة حضرموت وتعاونهما في تطبيع أوضاع ميناء المكلا عقب تحرير ساحل حضرموت، وإيجاد بدائل واتخاذ معالجات سريعة لتجاوز المرحلة السابقة.

وأكد المحافظ أن السلطة المحلية تهتم بتنشيط وتطوير ميناء المكلا وتشجيع وكلاء الملاحة على استحداث خطوط جديدة، تساهم في نقل الحاويات وزيادة التبادل التجاري، وفي الوقت ذاته تحسين خدمات الشحن والتفريغ في الميناء، وسوف يستقبل الميناء قريباً رحلات خط ملاحي رابع، ليمكن الميناء من أن يتبوأ مرتبة متقدمة بين الموانئ اليمنية في استقبال البواخر والبضائع المختلفة.

وأشار إلى أن العام الجاري سوف يشهد التوقيع مع إحدى الشركات الاستثمارية على مشروع توسعة أرصفة الميناء، بما يتيح زيادة نشاطه في استقبال بواخر الحاويات عبر كل الخطوط الملاحية، ودعا إلى مزيد من العمل المشترك بين مؤسسة الموانئ والمتعاملين معها من أرباب العمل التجاري، بما يساهم في تطوير أنشطة الميناء، وتحقيق الاستقرار والنمو للحياة المعيشية والاقتصادية والتجارية.

من جانبه، أشاد رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية، المهندس «سالم باسمير»، بدعم ومساندة وزارة النقل ومحافظ حضرموت لقيادة المؤسسة، ومساعدتها على تطوير نشاط ميناء المكلا، والتغلب على المشكلات والمعوقات التي تواجهه.

كما أشاد بدور الوحدات العسكرية والأمنية في الميناء التي توافر الحماية والأمن للميناء، وقال: «إن الميناء يعمل بوتيرة وجهود عالية وكبيرة، وهناك أعمال توسعة عاجلة لمساحات الأرصفة والخزن، بهدف تسريع وتيرة عملية المناولة، وتحسين الأداء»، ولفت «باسمير» إلى أن الخط الجديد يعد الخط الثالث من خطوط النقل للبواخر بعد خط «MSC» الذي دشن في عام 2014، وخط «كوسكو» في منتصف فبراير الماضي مشيرًا إلى أنه سوف يساهم في زيادة الحركة الملاحية إلى الميناء وخدمة النشاط التجاري والاستثماري.

تقول أوسان محمد باحسين، نائب مدير عام مكتب التجارة والصناعة في حضرموت ونائب رئيس اللجنة الاقتصادية لمؤتمر حضرموت الجامع: «إن أبناء حضرموت لديهم عزيمة قوية لتحقيق تطلعاتهم المستقبلية، على رأسها تطوير الميناء وتوسعته، والكل يرى أن حضرموت اليوم تغيرت كثيراً عن الأمس، بفضل قيادتها المتماسكة، وتوحيد صفوف أبطال جيش النخبة الحضرمية، الذين ساهموا في ترسيخ وتعزيز الاستقرار الأمني، بالإضافة إلى دعم الأشقاء في التحالف العربي الذي أدى إلى النهوض بالحركة التجارية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية، فأصبحنا نرى استثمارات في قطاع الكهرباء بنظام BOT، لتخفيف معاناة المواطن اليمني في الصيف، كما تشهد المحافظة مشاريع حفر آبار المياه وتوصيلها للمناطق الريفية ومديريات الساحل، ويعد ذلك من أهم المشاريع التي كان يفتقدها اليمنيون لسنوات طويلة، وهناك أيضاً مشاريع استثمارية سكنية للشباب وذوي الدخل المحدود، مثل مشروع الجوهرة واللؤلؤة، كما انطلق مشروع صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بتكلفة 22 مليون دولار، والتي ستغطي تموين محافظات إقليم حضرموت».

وتؤكد باحسين أن إعادة استقرار وأمن محافظة حضرموت، جعل من حركة الملاحة البحرية تعود من جديد إلى ميناء المكلا، ويجب على الجهات الحكومية ذات العلاقة سرعة القيام بتوسعات إسعافية عاجلة من أرصفة وساحات في الميناء، إلى جانب رفده بالآليات والمعدات الحديثة، من أجل تلبية احتياجات الازدهار الكبير للحركة الملاحية والاقتصادية التي تشهدها المحافظة حالياً.

وأضافت أن أعداد البواخر والناقلات الواصلة إلى ميناء المكلا ارتفعت بشكل ملحوظ، مقارنة مع الفترات السابقة التي شهدت أوضاعاً مضطربة في البلد، وذلك في ظل الاحتياجات المتزايدة التي يتطلبها السوق المحلي من واردات قادمة من دول مختلفة.

ولأول مرة في تاريخ حضرموت يتم فتح باب المنافسة وعدم الاحتكار، حيث بذل مجموعة من تجار حضرموت جهوداً من أجل جلب خط الحاويات الثالث، حرصاً منهم على توسيع فرص الاستثمار والتنافس بين الخطوط الملاحية وخدمة النشاط الاقتصادي في المنطقة الشرقية، وقد تم فتح خطين ملاحيين إضافيين للخط الملاحي السابق MSC، وهما «كوسكو» في منتصف فبراير الماضي، والخط الملاحي الثالث «هوريزون»، في أبريل المنصرم لهذا العام.